اليوم سنتحدث عن أجهزة تنصت وتجسس لاسلكية. وسابدأ مقالتي بقصة توضحية. كهاو لمشاهدة الأفلام، كنت أشاهد ذات يوم ذلك الفيلم الألماني الذي إسمه ( حياة الآخرين The Lives of Others). والذي كانت تحكي قصته عن عميل في االشرطة السرية. و كانت أحداثه تدور في الثمانينات في جمهورية ألمانيا الديمقراطية.
عندما جاء المشهد الذي يكتشف فيه الشخصية الرئيسية في الفيلم أن بيته كان مراقباً لسنوات لم أستطع منع نفسي من الضحك.
في هذا المشهد يكشف البطل عن أسلاك طويلة كانت مخبئة داخل حائط منزله موصولة بجهاز إرسال سماعي يسمح للمتنصت أن يسمع جميع المحادثات من المبنى المجاور.
كانت على وجهي إبتسامة شفقة بينما كنت أفكر في النتائج التي تستطيع الشرطة السرية أن تصل لها بمثل هذه الأجهزة. خاصة إذا قارناها بأجهزة التنصت الحديثة الموجودة هذه الأيام.
أولاً، لا تحتاج أجهزة الإرسال الحديثة إلى أسلاك كي تعمل؛ إنها تعمل ببطاريات أو عن طريق سلك الهاتف. ذلك بالإضافة إلى أنه يسمح لعملية المراقبة بأن تكون طويلة الأمد.
لكن الخاصية الأكثر أهمية في أجهزة كأجهزة التنصت الهاتفية هي إمكانية إرسال الإستخبارات التي يتم إلتقاطها لا عن طريق الموجات الهوائية و لكن عن طريق المكالمات الهاتفية لأي مكان بالعالم؛ فإنها مزودة بشريحة إتصال (SIM) تماماً كالموجودة بالهواتف الخلوية، حيث تستخدم في إجراء مكالمة للتنصت على الرقم الذي تقوم بضبطه مسبقاً.
الشخص الذي يستقبل هذه المكالمة عليه فقط أن يرد عليها و سوف تصبح مستمعاً إلى كل شيء يقوله. مهما كان مكانه أو ما يفعله. كل ذلك دون أن تحتاج إلى أن تجلس لساعات منتظراً سماع صوت أو إشارة تدل على إنك تستطيع سماعه. أليس تطوراً هائلاً ان يكون هناك أجهزة تنصت وتجسس لاسلكية؟!